علاج الإستقطاب (Chelation Therapy)

لَمْحة تاريخية

علاج المغذيات يزبل المسافة من المرض للصحة

علاج المغذيات يزبل المسافة من المرض للصحة

يكشف تاريخ هذا العلاج عن عمره الذي يتجاوز الخمسة و الستون عاماً أَيْ مُنْذ الحَرْبِ العالمية الثانية. إذ أَدَّت الحاجة إلى أيجاد علاج تِرْياقي ضِد الغازات السامّة المُستخدمة في الحَرب كي يعالج المصابين بالسموم التي تعرضوا لها من جراء التعرض لقنابل الغازات السامة فأوجد العلماء علاج الإستقطاب ( Chelation Therapy ). كَما أَنَّ الحاجة لِعلاج عَدَد كبير من أفراد رجال البحرية الذين عانوا من تَسَمّم الرَصاص بِحُكْمِ عملهم في إعادة صَبْغ السُفُن البحرية أَدَّت إلى اختراع علاج الإستقطاب خِلال الحَرْب أيضاً. كان لِهذا العلاج الفَضْل في إنقاذ حَياة آلاف و آلاف من سُكّان و أفراد البحرية في ذلك الوقت ثم قام علماء الطب فيما بعد بتطوير هذا العلاج فأصبح اليوم أهم علاج في الطب لعلاج القلب وشرياناته والكبد والكلية.

أَهْداف عِلاج الإستقطاب

علاج الإستقطاب هو عِلاجٌ مُزيل للسُموم مُعَدٌ لعلاج الأمراض المزمنة و ذلك بإزالة المعادن الثقيلة، والسموم، والمخدرات، والمواد الكيميائية، و الفضلات، والأدوية الكيمائية من الدورة الدموية. إن مصدر هذه التسممات والمواد المعدنية الثقيلة

  1. البيئة – دخان السيارات اللذي يدخل الجسم عن طريق التنفس إلى الدورة الدموية ومنها تلتصق هذه الجزيئات بالأوعية الدموية فيؤدي هذا إلى إنسدادات في الأوعية الدموية والجهاز اللمفاوي
  2. التغذية – المواد الحافظة المضافة للأكل مما يؤدي إلى تجمعها في الكبد ثم الدورة الدموية والمخ والجهاز اللمفاوي
  3. التداوي – الأدوية الكيمائية التي يتعاطاها الناس في ما يلزم وما لا يلزم والتي تتجمع في الكبد و الدورة الدموية والمخ والجهاز اللمفاوي فمنها ما يدخل الجسم مع الأدوية الكيمائية ومنها ما يدخل الجسم عن طريق المعادن المستعملة في حشوات الأسنان المعدنية كمادة الميركوري (Mercury)
  4. العمل – السموم التي يتعرض لها عمال بعض المعامل الناتجة من المواد المستعملة للإنتاج في المعمل أو الناتجة من المعمل
  5. العادات اليومية – كالتدخين و الكحول والقهوة الأمريكية

هذه المعادن الثقيلة يجب أن تخرج من الجسم بطريقة أو أخرى ولا يجب الإستهانة بوجودها في الجسم. ومن أهم ما يدل على وجودها هو فحص خاص وبسيط للدم أو بعض الأمراض التي يعاني منها الناس كأمراض القلب والكبد والكلية والحساسية والجهاز الهضمي

تنقسم أشكال العلاج بالإستقطاب لإخراج هذه السموم والمعادن إلى نوعين

  1. العلاج الوريدي ذو المفعول السريع ،
  2. العلاج الفموي ذو المفعول البطيء.

يُعَد علاج الإاستقطاب أسلوباً علاجياً و وِقائياً للحالات الصحية التالية:

  • أمراض القلب و الأوعية الدموية
  • عدم الإنجاب
  • تَصَلُّب الشرايين
  • مَرَضُ القَلْبِ التّاجي (coronary heart disease)
  • أمْراضُ الأَوْعْية الطَرَفْيّة (peripheral vascular disease)
  • الحساسية
  • تَصَلُّب الجِلْد (scleroderma)
  • الربو
  • إرتفاع الحديد في الدم
  • الروماتيزم
  • الكولون العصبي
  • مرض السكري الثاني
  • الخرف والرجفة
  • الزاهيمر
  • أمراض أخرى مُتَعَلِّقة بالعُمْر

يَهْدِفُ هذا العلاج إلى تصحيح الوظائف الإستقلابية المُخْتَلّة في غدد الجسم الناتجة عن إتباع نظام غذائي خاطىء، أو نمط المعيشة، أو انْدِفاق المعادن المشحونة بشدة كالزئبق و الحديد و الزرنيخ والرصاص و البلوتونيوم والميركوري، إلخ..

تعتبر الثلاسيميا إحدى الحالات المستفيدة من علاج الإستقلاب نظراً لتراكم الحديد في الدورة الدموية.

من فوائد هذا العلاج

  • يحسن الوظيفة الإستقلابية في الكبد والبنكرياس والكلية
  • يعمل على زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء
  • يعمل على إزالة اللويحات (plaque) التي تقوم بسد الأدوعية الدموية
  • يفتح الشرايين المسدودة في القلب وغيره في كل أنحاء الجسم

علاج الإستقطاب هو العلاج الرئيسي الذي يتمتع بقدرة ملحوظة في علاج التسمم بالمعادن الثقيلة (الرصاص و الزئبق)، كما أنه يمثل العمود الفقري لجميع العلاجات الأخرى لقدرته على إزالة المعادن الثقيلة من الجسم.

جزيئات علاج الإستقطاب

يوظف علاج الإستقطاب جُزَيئاً مستقطِباً لديه القدرة على جذب المعادن الثقيلة، والسموم، والمستأرجات (allergen)، والفضلات، إلخ.. مثل الEDTA، PAL (Dimercaprol)، و DMPS. اعتمدت منظمة الغذاء و الدواء الأمريكية علاج الإستقطاب لحالات التسمم بالحديد فقط و لكن ليس لعلاج حالات أمراض القلب التاجية. إلا أن العديد من أطباء الطب التقليدي و الطب البديل قد استخدموا هذا العلاج في عدد من الأمراض من ضمنها أمراض القلب التاجية والحساسية والسكري و قد أبدى هذا العلاج نتائج ممتازة جداً.

 مركب دايميركابرول BAL (Dimercaprol)

BAL هو مركب عضوي ثنائي الثيول يرتبط بالزرنيخ عبر رابطين كيميائيين قويين يتشكلان بين الزرنيخ و الثيول، جذور SH، المعروفة أيضاً بالمركابتان”mercaptans”. بعد ذلك، تم تعديل الBAL إلى DMSA و استخدم في علاج التسمم بالرصاص و الزرنيخ و الزئبق. استطاع باحثوا الإتحاد السوفييتي استخدام DMPS، (ثنائي الثيول)، كجزيء مستقطب قادر على إزالة الزئبق. يجد الزئبق طريقه في العادة إلى داخل الجسم من خلال حشوات الأسنان، كما أنه متورط في كونه “عامل إتيولوجي فعال في الإصابة بالتَنَكُّس العَصَبي (neurodegeneration)”. قَدَّمَ باحثوا الإتحاد السوفييتي أيضاً الALA الذي يتحول في الكبد إلى ثنائي الثيول، dihydrolipoic acid، و هو عامل مستقطب للزئبق و الزرنيخ. إن الALA هو عبارة عن مُكَمِّل غذائي شائع يستعمل مع الأكل المحفوظ.

 الحمض الأميني EDTA  

كما تم التعرف إلى جزيء مستقطب جديد خلال فترة الحرب و هو حمض أميني تَخْليقي (synthetic amino acid) يسمى EDTA. يعطى هذا الجزيء عن طريق الحقن الوريدي البطيء خلال فترة زمنية محسوبة تعتمد على وظيفة الكلى يتم تقييمها بنسبة الكرياتينين ( Creatinine ). ما إن يَتَسَرَّب الEDTA إلى الدورة الدموية حتى يبدأ هذا الجزيء بالبحث عن المعادن الثقيلة و ما إن يحدد مكانها يرتبط بها و يرشدها لكي تطرح في البول. حوالي 80% من الEDTA المحقون يطرح في البول بعد ساعتين من حقنه، أما ال20% المتبقية فتطرح في ال24 ساعة القادمة.

فوائد المواد المُسْتَقْطِبة و استخداماتها

أصبح الEDTA من أنفع المواد الحافظة في معظم المصانع حيث يصل مُعَدَّل استخدامه إلى 50,000 طن سنوياً. يسألني بعض مرضاي عن سُمِيّة ال EDTA فأشير إلى أن معظم أغذيتنا المُعَلّبة و المُحَضَّرة تحتوي على

EDTA. من أهم استخدامات الEDTA ما يلي:

  • مادة منظفة مضافة في صناعة مواد التنظيف
  • محمض للأفلام في التصوير الفوتوغرافي
  • مادة حافظة في صناعة الأغذية لمنع عملية الأكسدة التحفيزية (catalytic oxidation)
  • مادة مذيبة في صناعة مستحضرات التجميل
  • إنتاج الزيوت
  • مادة حافظة في صناعة الألبان و العصائر
  • مادة مستقطبة في المجال الطبي
  • مادة مانعة للتجلط في المختبرات الطبية
  • غسول للقناة الجذرية في طب الأسنان
  • في المرطبات التي تحتوي على حمض الأسكوربيك و بينزوات الصوديوم
  • إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية المستخدمة

الآثار الجانبية وشؤون سلامة الاستخدام

من خلال 25000 علاج إستقطاب قمت به في جميع انحاء العالم لم يصادفني أكثر من 10 أعراض جانبية وبسيطة كانت بسبب أخطاء ناتجة من المرضى ومع ذلك فهي آثار لا تذكر. وقد ينتج عن علاج الإستقطاب بعض الأعراض الجانبية وذلك لأنه يستنفذ من الجسم بعض المعادن الثقيلة التي تأقلم الجسم على وجودها. ففي الماضي تعرضْتُّ أنا ووالدتي و زوجتي و أولادي لبعض هذه الأعراض بعد خضوعنا لهذا العلاج و لم تعاود ظهورها بعد ذلك. تشمل هذه الأعراض الصداع، تَهَيُّج الجِلد، بعض الغثيان أو اضطراب المعدة، بعض الإسهال، بعض إرهاق شديد، بعض التشنجات، بعض آلام المفاصل، شعور مماثل للإغماء، و في حالات نادرة الحمى ومع ذلك تزول معظم هذه الأعراض خلال ساعات.

فترة العلاج

يطول العلاج بإزدياد طول التعرض للمواد المسمة كالتدخين والكوليستيرول والتعرض للمواد للمعادن الثقيلة. فقد يحتاج الإنسان الذي يعاني من مرض إنسدادات في شريانات القلب إلى علاج اسبوعي لفترة قد تطول سنة أو حتى تفتح الشريانات المسدودة. وهذا العلاج يطول حوالي ساعتين ساعات في كل جلسة.