أعراض الحساسية هي تجاوبات جسدية ذات تفاعل مفرط و معاكس (عضوي أو كلي) ضد محفز (مستأرج) واحد أو عدة محفزات. إن هذه المحفزات غير مؤذية لمعظم الناس إذا دخلت جسمهم و لكن الآخرين منهم يبدون تفاعلاً مفرطاً عندما يتسنى لهذه المحفزات اختراق مجال جهاز المناعة في أجسادهم. هذا التفاعل المفرط (كالربو و الإسهال وأحتقان الأنف والحكة) هو علامة استجابة الجسم لهذا المحفز و رسالة من الجسم تعلمنا بأن هناك خللاً قد طرأ على وضع الجسم العام. كما أنه يعتبر محاولة يقوم بها الجسم ليتخلص من هذا المحفز الذي أجتاح جهاز المناعة. هذا التفاعل الجسمي هو وسيلة حماية يستخدمها الجسم لتخفيف أو لإحباط تأثير مثل هذا المحفز.
كثيراً ما يبدو الإستغراب على وجه بعض المرضى عندما أقول لهم أن النتيجة أظهرت أنهم مصابون بحساسيةٍ ما .. فيزعم الكثيرين منهم أنهم لم يعلموا مسبقاً أنهم مصابون بالحساسية من قبل .. وتراهم يستخدمون هذه الحجة لظنهم بأنهم غير مصابون بها سابقاً. وعلى الرغم من معرفتي بصدق ظنهم بهذه العبارة إلا أنني أعلم أيضاً أن مريض السكري لم يكن يعلم أنه مصاب بالسكري حتى أعلمه طبيبه أنه مصاب بمرض السكر كما أن المريض الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم لم يصب بارتفاع ضغط الدم من قبل أيضاً واليوم هو مصاب بهذا المرض. لذلك، فإن عبارة “لم أصب بالحساسية من قبل” لم تعد نافعة بعد الآن و أنها غير كافية لتأكيد خلو الشخص من الحساسية.
تلعب محفزات الحساسية دور الصديق في لقائها الأول عندما تدخل الجسم لأنها تبدي أعراض لطيفة لكنها كافية لكي تجلب انتباهنا لوجود مجتاح غريب عن الجسم لديه القدرة على إثارة الأذى في الجسم. بالمقابل، إذا تم تجاهلنا هذه الأعراض اللطيفة فإنها تتطور حتى تصبح حساسية ذات أبعاد حقيقية وكاملة ثم عدواً يخلق إعصاراً من الآثار الضارة في الجسم في المرات القادمة التي يدخل بها المحفز إلى الجسم.
تلعب محفزات الحساسية دور الصديق في لقائها الأول عندما تدخل الجسم لأنها تبدي أعراض لطيفة لكنها كافية لكي تجلب انتباهنا لوجود يعمد بعض الأطباء إلى تحليل الدم بعد إكتشاف أعراض الحساسية عند المريض. إن تحاليل الدم و اختبارات الجلد و اجتناب بعض الأطعمة و تواتر بعض الأطعمة على فترات متباعدة ليست أدوات تشخيص للحساسية. إن العوامل المهمة التي تشخص إصابة المريض بالحساسية (أو أي مرض )هي:
- تاريخ أعراض المرض،
- مدة المرض،
- تزامن تكرار الأعراض.
إن اختبارات الحساسية تعمل فقط على قطع الشك باليقين فتؤكد أو تنفي الحساسية. فالأعراض و التاريخ الطبي يأتيان أولا، أما الاختبارات و التحاليل يأتيان ثانياً.
الحساسية … موروثة أم مكتسبة
خلال تدوين تاريخ المريض الطبي بحثاً عن أسباب الحساسية … نوجه محاولات شديدة نحو اكتشاف ما إذا كانت حساسية المريض موروثة منذ الولادة (من الوالدين أو الأجداد) أم أنها حساسية مكتسبة بعد الولادة التي يسببها نمط حياة المريض، وعاداته الغذائية، وبيئة عمله، و الأدوية التي استهلكها بوصفة طبيب أو بدون وصفة طبيب. تنشأ الحساسية المكتسبة عن تغيّر بيئة الجسم الناتج عن استخدام الأدوية، أو اتباع أنظمة غذائية خاطئة، أو اتباع نمط حياة غير صحي. إن الحساسية الناتجة عن أسباب غير وراثية لا يجب معالجتها كما تعالج الحساسية المورثة. هذه الأنواع من الحساسية تعتبر “أعراضاً مشابهة للحساسية الحقيقية” و ليست هي حساسية حقيقية. قد يكون الجهاز اللمفاوي في هذه الحالات محتقناً بسبب الأدوية و الخمائر و السموم. بالإضافة إلى ذلك يكون الكبد ضعيفاً لنفس السبب و غير قادر على تلبية متطلبات الجسم في إزالة السموم. في هذه الحالة، يتوجه الاهتمام إلى معالجة سبب مشكلة الحساسية و ليس عارض الحساسية الذي يعاني منه المريض.
أما الحساسية الموروثة فإنها ترافق الجسم وراثياً و يمكن تشخيصها بتدوين موسع لتاريخ المريض خلال زيارته الأولى ثم نأخذ عينة من الدم لتحليل نسبة المواد المحسسة في هذه العينة. ويساعد هذا التحليل على التعرف على 200 مادة مختلفة من المحسسات الغذائية في الدم ويساعد أيضاً على تشخيص 50 مادة محسسة منتشرة في الهواء استقرت في الدم عبر الرئة بطريقة الإستنشاق .
تصنيفات الحساسية
تصنف الحساسية تبعا لرد الفعل في إستجابة الجسم لهذا التحسس بعينه.
النمط 1 (IgE Mediated Allergic Reaction)
- تفاعل تحسسي متواسط يسمى (IgE)
- وتأخذ الأدوية المرتبة الأولى بين مسبباته، أما من أعراضه فهي الشرى (Urticaria)، والتأق (فرط الحساسية) (Anaphylaxis)، والوذمة الوعائية (angioedema)، و اللسعات (Stings)
النمط 2 (Complement-Dependent Reaction)
- يعتمد هذا العارض على المتممات (complement) و يتضمن المستضدات IgM أو IgG، حيث تقوم هذه المستضدات بالارتباط بخلايا الدم مما يؤدي إلى انحلالها (التسميم الخلوي-cytotoxic و الإغلال الخلوي-cytolytic)
- و يتضمن الأمراض التالية الناتجة عن تفاعلات بعض الأدوية مع أدوية أخرى: الذئبة الحمراء (Systemic Lupus)، إلتهاب الكبد الشبيه بالذئبة (Lupoid Hepatitis)، فقر الدم الإنحلالي الناجم عن المناعة الذاتية (Autoimmune Hemolytic Anemia)، فرفرية قليلة الصفيحات (Thrombocytopenic Purpura)، ندرة المحببات (Agranulocytosis)
النمط 3 (Immune Complex Reaction)
- هو مرض مناعي معقد نوعاً ما
- يتضمن الغلوبيولين المناعي IgG حيث يظهر التفاعل الدوائي بداء المصل
- يشمل الآلام المفصلية (Arthralgia)، التهاب المفاصل (Arthritis)، شري انحلال البشرة (Urticaria Skin Eruption)، تضخم العقد اللمفاوية (Lymphoadenopathy)، و الحمى (Fever)
- قد يستمر التفاعل لمدة أسبوعين أو إلى أن يتم تنقية الجسم من الدواء المؤذي عبر الكبد و الكليتين إن كانا بحالة تسمح لهما بتنقية هذا الدواء
- تفاعل مفرط للحساسية يظهر متأخراً بعد التعرض للمادة المحسسة عن طريق تواسط خلايا I اللمفاوية حيث يقع هذا التفاعل خلال 24 – 48 ساعة بعد التعرض للمادة المحسسة
- مثال على مثل هذا التفاعل هو التهاب الجلد الإحتكاكي (Contact Dermatitis) الناتج عن استخدامات أدواية موضعية أو مواد سامة
المواد المحسسة (المستأرجات)
هناك ما يقارب من 1.4 مليون نوع مختلف من غبار الطلع و عشبة الرًّجيد (ragweed) في ملعقة شاي صغيرة. قد يحتاج المريض السريع التأثر بهذه المواد المحسسة فقط لأربعة أنواع لتحفيز تفاعل تحسسي في الجسم.
بعض المواد المحسسة تضم: الغبار، عشبة الرجيد، غبار الطلع، الأدوية، العفن، الحشائش، وبر الحيوانات، قشرة جلد الحيوانات.
العوامل التي تؤدي إلى أعراض الحساسية
الإنزيمات
إن إنخفاض مستوى الإنزيمات الهضمية (Digestive Enzymes) أو تمائم الإنزيمات (coenzyme) الناتج عن مشاكل هضمية و/أو ضعف البنية الجسمية أو عوامل وراثية تحفز إفراز الIgA و الغاما غلوبيولينات تؤدي إلى عوارض حساسية تتفاوت إعراضها من بسيطة إلى قوية جداً.
اللقاحات
الغذاء و المواد المضافة للأغذية
- تسريع فترة عبور الأطعمة غير المرغوب بها لمنع امتصاصها
- الاختصار من فترة تعرضها للأمعاء لتخفيف آثارها العكسية
- إن ضعف هذه العملية يكمن في احتمال امتصاص الجسم لمواد أخرى موجودة في الأمعاء و التي لم يكن ليمتصها بطريقة أخرى.
الضعف العضوي الناتج عن نمط المعيشة
الإصابات المزمنة
الفطريات (Candida Albicans)
الإجهاد
الفطام الخاطىء خلال فترة الطفولة
الطعام
أعراض الحساسية
تشمل أعراض الحساسية عامةً الألام، الرعاف، فقدان الوزن، التعرق الليلي (باستثناء هبوط السكر)، الحمى، التهاب اللوزتين، الإرهاق و الزكام المتكرر؛ العطاس، السعال، حكة في العينين و الأذنين و الأنف و سقف الفم. كما تزداد أعراض الحساسية بإزدياد عدد الأعضاء المتداخلة في هذه الحساسية.
إذ يظهر عدد من العوارض بناءً على العضو الذي تأثر بالمادة المحسسة التي قد دخلت الجسم. فبالإضافة إلى إلتهاب الجهاز الليمفاوي (جهاز المناعة) والأعراض الناجة عن هذا الإلتهاب في فإن العارض يزداد بإزدياد الأعضاء الأخرى المتأثرة بالحساسية .
فإن كان العارض في جهاز التنفس العلوي (الأنف) فيكون العارض واحد أو عدد من العوارض التالية بالإضافة إلى أعراض الحساسية العامة :
جريان أو انسداد الأنف، حكة في الأنف، ارتشاح الأنف، عطاس مفرط، إحتقان الأنف، حكة و احمرار العينين، صداع، إلتهاب الجيوب الأنفية، إلخ…
وإن كان العارض في الجلد فيكون العارض واحد أو عدد من العوارض التالية بالإضافة إلى أعراض الحساسية العامة :
طفح جلدي، الشرى (أرتيكاريا)، إكزيما، جفاف جلدي، حكة جلدية، إحمرار جلدي (خاصة على الخدين، أو الأذنتين، أو مقدمة الأنف)، إحمرار الشرج عند الأطفال، الصدفية إلخ…
وإن كان العارض في الرئـة فيكون العارض واحد أو عدد من العوارض التالية بالإضافة إلى أعراض الحساسية العامة :
سعال جاف، سعال مع بلغم، ضيق بالتنفس، تحسس من العطور، تحسس من روائح بعض الحيوانات، تحسس من روائح أخرى، حشرجة صدرية رئوية، أعراض الربو، تحسس من الغبار، تحسس من الفطريات، تحسس من غبار الطلع أثناء دخول فصل الربيع، تحسس من الشجر والزهور والورد أثناء فصل الصيف، تحسس من الغبار أثناء دخول فصل الخريف.
وإن كان العارض في الجهاز الهضمي (الكولون) فيكون العارض واحد أو عدد من العوارض التالية بالإضافة إلى أعراض الحساسية العامة :
غازات معوية، إنتفاخ البطن، آلام معوية، إمساك، إسهال، (تبادل بين أعراض الإسهال والإمساك)، نزيف شرجي.
وإن كان العارض في الجهاز العصبي فيكون العارض واحد أو عدد من العوارض التالية بالإضافة إلى أعراض الحساسية العامة :
عند الأطفال التوحد والهيجان بعد الأكل، كثرة الحركة، الصداع أو الشقيقة، عدم النوم عند الخلود للنوم، وإن نام الطفل فإنه صعب إيقاظه، شدة الخصام والقتال مع باقي الأطفال بسبب أو بغير سبب، عدم الإنتباه لإرشادات الغير، التبول أثناء النوم، الشخير.
عند الكبار الغضب لأتفه الأسباب، كثرة الحركة، الصداع أو الشقيقة، عدم القدرة على النجاح بأي من المهمات التي يقوم بها المرء من الدراسة إلى مركز العمل، صعوبة بالنهوض من النوم، الشخير.
وإن كان العارض في جهاز المناعة فيكون العارض واحد أو عدد من العوارض التالية بالإضافة إلى أعراض الحساسية العامة :
أعراض رشح وزكام متكرر، سيلان أنفي متكرر، إلتهاب لوز متكرر، نزلات صدرية متكررة، إلتهاب أذنين متكرر، سعال متكرر، إلتهاب في المفاصل متكرر.
وإن كان العارض في الجهاز البولي فيكون العارض واحد أو عدد من العوارض التالية بالإضافة إلى أعراض الحساسية العامة :
أعراض بروستات، تبول متكرر، إلتهاب المثانة ومجرى البول، إلتهاب كلوي متعدد الدرجات.
التشخيص
التاريخ الطبي السابق: تاريخ العائلة الفيزيائي و النفسي: الوالدين و الأجداد من كلا الطرفين، الإخوة و الأخوات، إلخ..
تاريخ العلامات و الأعراض: تاريخ مرحلة داخل الرحم، الرضاعة، الطفولة، المراهقة و البلوغ.
المجتنبات من الطعام
السكر بكل أنواعه، و أشكاله و هيئاته و تموهاته؛ الحليب، القمح، الغلوتين، البيض، القهوة، الشاي، الفواكه الحمضية، جلوتامات الصوديوم.
العادات اليومية
يجب مضغ الطعام جيدا، لا تأكل الفاكهة و لا تشرب الماء خلال تناول وجباتك.
ترتيب التحاليل المخبرية
- تدوير الأطعمة
- مثال على مثل هذا التفاعل هو التهاب الجلد الإحتكاكي2. الغلوبيولينات المناعية IgG و IgE و 250 مادة غذائية محسسة في مصل الدم
- اختبار الراست
- اختبار حساسية تسمم الخلايا (تسمم الدم و خلايا الدم الحمراء)
- اختبار القلب و الأوعية الدموية (تكاملي)
الأدوية
يجب أن تكون الأدوية مضادة للحساسية: فيتامين A، فيتامين E، الغلوتاثيون، الكويرسيتين، علاجات الِAllergyx Echinacea , Candi Halt و الزينك.
العلاجات المثيلة
قطرات ال lymphomyosot، قطرات ال Chelidonium، قطرات الإنزيمات المتممة (Co-enzyme).